في أحدى جلسات مجلس كنائس الشرق الأوسط سمعت قصة رواها أحد المطارنة عن الأدب القبطي النسكي هزت أعماقي، ولا تزال تشغل كل كياني.
التحق
شاب بدير فسلمه رئيس الدير إلى شيخ تقي وقور ليتلمذه. بدأ الشيخ يهتم
بالشاب من جهة حياته الروحية موجهاً نظره إلى الالتصاق بالله كمخلصٍ
وصديقِ يلهب القلب بالحب.
يبدو أن الشاب كان متراخياً إلى حد كبير،
وكان الشيخ يحثة على الجهاد، ويدفعة نحو طريق الحب العميق لا الأتكال على
شكليات وتداريب بدون روحِ.
فجأة مات الشاب، فحزن عليه الشيخ جداً،
إذ يعرف ما له من رخاوة في جهاده، وإذ كان يبكيه ويئن نفسه من جهته رآه
يوماً ما في حلم. كان واقفاً ونيران الجحيم قد بلغت قدميه.
إذ رأى
الشيخ المنظر بكى بمرارة على هذا الابن، أما الابن فتطلع إلى الشيخ وهو
يقول: "لا تبكي يا أبي علىّ، فأني واقف على كتفي مطران!"
قام الشيخ
من نومه منهاراً... وجلس مع نفسه أياماً يتأمل أعماقه، متساءلاً: إن كان
هذا هو حال مطران متهاون، فماذا يكون حالي؟! إن ثوب الرهبنة لا يشفع في
المتراخين!
ربما كانت هذه القصة رمزية يرويها الأدب القبطي النسكي
لحث المؤمنين على التركيز على أعماق النفس الداخلية لا التوقف عند ممارسة
التداريب الروحية بدون روح!