وبكى يسوع
هل يبكي الله ؟ نعم ان الله يبكي.
الحقيقة أن الله يبكي الآن بدموع من نور تتساقط في داخل كيانه لأنني غائب عنه. المحبة الإلهية تفتقدني لأنني بعيد عنها . فمكاني في الله شاغر والجو بارد وقاس على قلبه المشتعل حبا ً وحنانا ً لي.
الله يبكي لأنني مائت خارجه. أنظروا الى يسوع وهو ينتحب على لعازر الميت. صوته يهدر كالرعد رافضا موت الانسان , خارقا جدار القبر ومناديا الميت لكي يخرج الى الحياة. وبعد أن قام لعازر ذهب يسوع الى بيته لكي يضمه الى صدره.
اليوم صوت يسوع كالنسيم الناعم يلامس قلوبنا لكي يدخلنا أفرادا ً وجماعات الى قلب الله. لن يبكي الله علي بعد الآن لأنني حي في المسيح يسوع ربي وإلهي وحبيبي. يسوع سار بعناد وبخطى ثابتة الى الصليب لكي يملىء المكان الشاغر في قلب أبيه السماوي والمحجوز لي قبل انشاء العالم.
ما كان ينقص هو:
نعم باكية مني ليسوع ,
نعم للتوبة والرجوع الى الله فهو أبينا السماوي ,
نعم للمصالحة مع الله بدم إبنه الطاهر فدم يسوع هو ثمن حياتي الثمينة ,
نعم للرحمة والغفران والمسامحة ,
نعم لوصية يسوع الجديدة في المحبة الأخوية ,
نعم للحياة الجديدة المقدسة التي تليق بأولاد الله ,
نعم للحياة الأبدية مع الآب والإبن ,
نعم لعرس الحمل والكنيسة ,
نعم لملكوت الله والفرح والسرور في الروح القدس.
بكاء الله لن يتوقف حتى آخذ مكاني فيه وأستقر في حب الثالوث المقدس الى أبد الآبدين. فلنقل نعم للرب وندخل بكل تواضع إلى حضنه مع الإبن الوحيد لكي نصبح كلنا مع المسيح سرورا ً لله.