حساسية الصدر والعدرا

تبدأ قصتى عندما مرضت بمرض حساسية الصدر ولى أن أذكر أن هذا المرض
وراثة فى عائلتى منذ الجدود ولكنه لم يظهر على سابقا ً والذى ساعد على
إظهاره هنا فى كندا من الممكن أن نقول كثرة الكيمويات وكثرة الخضرة فى كل
مكان. المهم بدأت تلاحقنى الأزمات الصدرية المصحوبة بالكحة الشديدة مرة
تلو الأخرى لمدة عام كامل دون توقف ولا راحة وما أكثرها عند النوم فكان
يلزم علىَ أحياناً كثيرة النوم جالسة على السرير لتجنب الكحة وأحياناً
يلزم علىَ الذهاب إلى المستشفى قسم الطوارىء لأعطائى أدوية عن طريق وضع
القناع لمساعدتى على التنفس وكانت خلال هذه الفترة ُتجرى التحاليل
والأشاعات لمعرفة سبب الحساسية . فى خلال هذه الفترة حدث حمل وهذا يعنى
أن يصعب الأحتفاظ بهذا الحمل بسبب جميع الأدوية والمضادات الحيوية القوية
الكثيرة التى تشبع بها الجسم وهذا له تأثير ضار كبير على الجنين . وأيضا
إذا حدث الإحتفاظ بالحمل يلزم علىَ التوقف عن جميع الأدوية التى تساعدنى
على مواصلة حياتى والتنفس بإرتياح. فكانت مفاجأة الحمل الذى كنت أنتظره
لمدة عامين مفاجأة كبيرة جداً فكان على الطبيبه المعالجة أن تقنعنى بعدم
الإحتفاظ بهذا الحمل وبدأت فى عمل إتصالات بالمستشفيات لعمل عملية إجهاض
ووقع الإختيار على مستشفى تورنتو الجامعية. ولكن كانت إرادة رب المجد
غير ذلك . فخطر على بالى سؤال الطبيبه عن كيفية عمل العملية فبدأت تشرح
لى خطوات هذه العملية وألقى الرب بكلمة من فم الطبيبه كانت كالصاعقة أو
القنبله فى أذانى وهى كلمة ( قتل الجنين ) نعم يا إخواتى ( قتل ) لم أنطق
بكلمة أو حرف . وذهبت إلى المنزل وأنا فى حالة إنهيار كامل وقولت لزوجى
أنا لا يمكن أن أقتل أحد وأنا راضيه بإى حاجة يعطيها الرب لى وأنا واثقة
من محبة رب المجد وحنانه.

وبدأت الصلاة بحرارة أطلب من أعظم وأحن أم فى الدنيا ( أم النور العذراء
مريم ) شفاعتها لإبنها الحبيب. ويا للعجب أن أستلم فى نفس الأسبوع رسالة
من صديقة لى فى مصر تخبرنى عن ظهور السيدة العذراء مريم فى كنيسة القديسة
دميانه فى القاهرة سنة 1986 وهنا بدأت أطلب فى صلاتى من أم النور أن تأتى
إلىَ لكى أطمئن وأستريح لأن من السهل عليها أن تأتى لى فى كندا ولكن من
الصعب علىَ أن أذهب إليها فى مصر . وكما قال الكتاب المقدس " أطلبوا
تجدوا إقرعوا يفتح لكم" . فكنت أطلب هذا الطلب يومياً بدموعى بس عاوزه
أشوفك يا أمى .
وكانت ليله بكيت فيها كثيراً وطلبت نفس الطلب وذهبت فى
نوم عميق وإذا بى فى منزلى ذاهبه إلى حجرة النوم وإذا إمرأة فى غاية
الجمال ، جمال غير طبيعى يصعب على اللسان وصفه واقفه على باب حجرتى نظرت
إليها ثم وجدت طفل صغير فى غايه الجمال على السرير ولابس أبيض فى منتهى
السعادة والصحة والعافية فقلت فى ذهول للسيدة الواقفة على الباب من هذا
البيبى ومن أين آتى ياترى يخص من ؟ أسئلة كثيرة كنت إرددها فى ذهول.
فقالت لى" هذا هو أبنك حبيبك شيليه وأحضنيه" ففعلت ذلك بدون تردد كما
قالت لى ونظرت له وبدموع الفرح وقولت معقول هذا الجمال يكون ابنى قالت
أيوه سوف يكون أبنك ثم نظرت إليها وسألتها لكم أنتى مين فنظرت لى وقالت
أنت مش عارفانى فقلت مسرعه أنت العذراء فقالت أيوه أنا العذراء مريم ثم
أختفت وأستيقظت من النوم وأنا فى غاية السعادة والذهول قائله لزوجى أنا
سوف أضع ولداً فأجابنى زوجى وقال مش مهم هو ايه المهم يكون سليم فقولت له
سوف يكون سليم وسيكون ولد وقصيت له الحلم . وبدأت أستريح ولكن الشيطان
لازم يقوم بعمله فعندما وصلت إلى الشهر الثامن فى الحمل بدأت أعصابى تتعب
مرة أخرى لأن الموعد قد قرب ويا ترى ايه المولود هيبقى ويا له من حب عظيم
وتأتى لى أمى الحنون مرة أخرى فى نفس الحلم أو الرؤيا نفس الكلام مع
إيضافة جملة أخيرة قالتها لى ( أنا عايزاكى ترتاحى ). نعم سامحنى يا رب
عن ضعف إيمانى.

ومرت الأيام بسرعة وجاء الموعد ويا له من عجب ولد الطفل وألبسوه ملابس
المستشفى البيضاء و يا له من منظر عجيب أنه هو الذى رأيته فى حلمى مرتين
نفس الصورة وهو الآن يبلغ من العمر 21 سنة بالجامعة من المتفوقيين
ودايماً أنظر له وأقول هذا حبيبى هدية العذراء مريم لى وأنا واثقة أنها
دائماً بتصلى من أجله ومن أجلى وستكون معه فى أى زمان ومكان.

نسيت أن أذكر أنه مع خروج الطفل إلى الدنيا خرجت معه الأزمات الصدرية
الرهيبه وذهبت مع الريح إلى الأبد.

أشكر أمى الحنون على إهتمامها بنا فى هذه الغربة وغربة الأرض عموماً.
إلى أن نلتقى بها فى ملكوت السموات.

أجعلنى يا رب من أبنائك المسحقين لهذا المكان.

آمين

شكرا ليك بجد جميل

» ام سناء والعدرا