<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">إعرف قيمة نفسك !
أخي العزيز ..... أختي الغاليه.....
إن لك روحا خالدة هذه الروح هي نفخه مقدسه من فم الله وقد اودعها الله في التراب لتعيش فترة في هذا العالم لا تقاس بالابديه اللانهائيه التي تنتظرها بعد خروجها من الجسد حتي ليمكنك - في توبتك - ان تقول بملء الثقه " خرجت من عند الآب وقد اتيت الي العالم وايضا اترك العالم واذهب الي الآب " ( يو 16 : 28 ) .
وهكذا قال قداسه البابا في شعره :
ما انا طين ولكن انا في الطين سكنت
لست طينا انا روح من فم الله خرجت
وسأمضي راجعا لله أحيا حيث كنت
لذلك فأن اول دافع يجب ان يدفعك بقوة ايها الحبيب نحو حياة التوبه هو معرفتك لقيمه نفسك .
ان الذي يترك نفسه يتمرغ في طين وشهوات هذا العالم هو يقينا لم يعرف بعد قيمه نفسه الخالده .... انه لايزال يري في متعه الساعه الحاضرة كفايته وشبعه ولم يمد بصره الي ما سيصير فيما بعد بالنسبه لروحه..
صدقني يا أخي الحبيب.......
إن الله يعرف جيدا قيمه نفسك ولذلك لم يتردد لحظه في ان يترك مجد عرشه السماوى ليأتي متجسدا لعالمنا ويناله ما ناله علي الارض من ذل وهوان وعار وجلد وصلب ... كل ذلك لكي ينقذ نفسي ونفسك من الهلاك والموت الابدي ويهبنا النعيم الدائم .
وهكذا ينبهنا القديس بطرس قائلا :
" سيروا زمان غربتكم بخوف عالمين انكم افتديتم لا بأشياء تفني بفضه او ذهب ....بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح " (1بط 1 : 17 -19 ) .
كما ان الملائكه والقديسين الذين وصلوا للميناء بسلام يعرفون قيمه النفس البشريه لذلك فهم يتشفعون دائما لاجل توبه كل انسان ... وهكذا " يكون فرح في السماء بخاطيء واحد يتوب اكثر من تسعه وتسعين بارا لا يحتاجون الي التوبه " ( لو 15 : 7 ) .
بل اقول ايضا ان ابليس يعرف جيدا قيمه نفسك لذلك فهو يبذل اقصي ما يمكنه ليقتنصها فريسه له انه لا يريد لك التوبه لكي تهلك مثلما هلك هو ... لذلك يحذرنا الكتاب قائلا " إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه " ( 1 بط 5 : 8 ) .
ولكن العجيب حقا ان الوحيد الذي لايعرف قيمه الانسان هو الانسان نفسه !!! ولذلك فهو يعبث بحياته وروحه وابديته وكأنها تفاهات في نظره كطفل صغير لا يعي قيمه ما معه.
ما اروع قول الشاعر جبران خليل جبران " عندما كنت طفلا كنت أظن انني بالنسبه للعالم كأنني حبه رمل صغيرة علي شاطيء غير متناهى لبحر غير متناهي.... ولكني عندما صرت رجلا ادركت انني انا البحر غير المتناهى والعالم كله حبه رمل علي شاطئي "
نعم..... فالانسان في طفولته الروحيه اى في ضعفه وعدم ادراكه ربما يظن انه لاشيء الي جوار عظمه هذا الكون وإتساعه بما فيه من بحار ومحيطات وجبال وكواكب ومجرات شمسيه ....ولكن اذ ينضج فكر الانسان ويعرف قيمه روحه وابديتهه بينما كل ما في العالم الي زوال ......حينئذ يدرك انه هو الاعظم بما لايقاس من العالم وما فيه .......ان الانسان حينئذ هو البحر غير المتناهى والعالم كله حبه رمل لا تذكر علي شاطئه إذ هو صورة الله في الخلود ..
لذلك إجلس يا أخي هادئا لدقائق قليله وفكر في قيمه نفسك فإن ذلك كفيل بأن يدفعك بشده نحو حياة التوبه ... ثم هل تنظر يا صديقي الي نفسك كابن لله علي صورة الله ومثاله ..... ونقول له في صلاتنا ( يا ابانا الذي في السموات ....) حيث الابن يجب ان يحمل صورة ابيه لئلا يبكتنا الرب مثلما بكت اليهود " لو كنتم اولاد ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم "( يو 8 : 39 )
إننا في كل مرة نفعل الخطيه بإرادتنا إنما نشوه الصورة التي يجب ان نكون عليها كأبناء الله وحينئذ يجب ان ننسحق في داخلنا ونشعر بأننا غير مستحقين لهذه البنوة ... ما أجمل مشاعر الابن الضال في توبته عندما قال " يا أبي أخطأت الي السماء وقدامك ولست مستحقا ان ادعي لك ابناً " ( لو 15 : 21 </BLOCKQUOTE>
