زاهد حتى وقت النوم

زاهـــــــــــــــــــد حتى وقت النــــــــــــــــوم

كان الكثير من الزوار يذهبون لزيارة أبونا مينا المتوحد فى طاحونة الهواء بمصر القديمه .... ومن بينهم ابنى أخته القس فليمون كاهن كنيسة مارمينا بفلمنج المتنيح والقس مينا نعمة الله والذى يخدم حالياً بأستراليا وذلك قبل نوالهما نعمة الكهنوت .... فكانا يقضيان الإجازة الصيفية معه لمدة أسبوعين كل عام .
ويروى أبونا فليمون عن زكرياته عن هذه الفترة فيقول " كنا ننام على الأرض ، وكان أبونا مينا يفرش لنا سجادة لننام عليها ويغطينا بالبطاطين ، أما هو فكان ينام على دكه خشبية من دكك الكنيسة .... ولكم أن تتخيلوا الطاحونة الضيقة المستديرة وموضوع بداخلها الدكة بالعرض فقد كان طول الدكه لا يتعدى متراً ونصف وعرضها خمس وعشرين سنتمتراً ....ورغم ذلك كان ينام عليها أبونا مينا المتوحد - رغم قامته الطويله - نوماً غير مريح على الإطلاق حتى أنه لم يكن يستطيع أن بغير من وضعه اثناء النوم وكنا ننظر له ونقول فى أنفسنا أن النوم على الأرض أكثر راحة بالتأكيد .
وقد لاحظنا أنه ينام على هذه الكة صيفاً وشتاءاً ويكتفى بوسادة صغيرة تحت رأسه وغطاء خفيف يتغطى به .... وكان لا يزيد
من أغطيته فى أيام الشتاء القارصة البرودة .. هكذا كان أبونا مينا يسلك فى تقشف وزهد شديدين لقمع جسده ، فلم يكن يحب الراحة أبداً .
وقد استمر أبونا مينا على هذا المنهج حتى بعد أن أصبح بطريركاً فكنا نلاحظ أنه ينام نوماً خفيفاً لفترات قصيرة للغاية .... فلم يكن أبداً يستغرق فى النوم العميق حتى يستطيع أن ينهض بنشاط للصلاة ورفع القداسات المبكر .

بركتهم تكون معنا
شكراااااااا لقصصك الجميله