الحب الجريء
من يجروء غير الرب
في أيام الرب يسوع كان اليهود يعتبرون السامريين قوم أنجاس كونهم خليط منهم ومن الأمم. بل أكثر من ذلك بكثير , فقد حكموا أن بذار الشياطين مزروعة في نسلهم. الم يتهم الفريسيون الرب يسوع أنه سامري وبه شيطان ؟
يسوع كان يدرك تماما ما يجول في فكر اليهود فقرر أن لا يخالط السامريين ! أصحيح هذا القول ؟ بالطبع لا. بل هو علِم أن امرأة سامرية كانت تأتي الى بئر يعقوب كل يوم لكي تستقي , فذهب لملاقاتها.
لم يقتصر الأمر على رفض اليهود للسامريين بل رآه تلاميذه يتكلم مع امرأة على إنفراد ولم يكن ذلك مستحبا لديهم.
ماذا فعل يسوع ؟ إعتذر من المرأة وتراجع كي لا يُعثر تلاميذه ! بالطبع لا , ولماذا ؟ لأن حب الله للإنسان ليس له حدود كالبشر. إنه حب حقيقي ليس فيه شائبة مما يجعله حب جريء .
ماذا عن المرأة التي بكت على رجلي يسوع ومسحتهما بشعرها علامة للخضوع التام له. الجموع المحيطة به في بيت الفريسي كانوا يعلمون ما لهذه المرأة من سِمعة متهمين يسوع أنه لو كان فعلا نبيا لعلِم ما تكون.
ماذا كانت ردّة فعل يسوع ؟ دفعها عنه لكي لايتنجس ! بالطبع لا. بل قبلها وبقيت معه تخدمه مع المريمات حتى النهاية.
زكا رجل عشار لص وسارق مغضوب عليه من الناس . نظر يسوع الى قلبه فدعاه علنا بين الجموع الغفيرة غير مكترثا لآرائهم وموقفهم من زكا.
ماذا نقول عن قائد المئة الذي شفى الرب غلامه , والمرأة الكنعانية في جنوب لبنان التي أخرج الشياطين من إبنتها.
إنه حب جريء طاهر لا عيب فيه.
فهل نحب نحن كذلك ؟ هيهات.