Admin جرجس مصمم المنتدى
الجنس : المشاركات : 1313 تاريخ الميلاد : 28/08/1987 الانتساب : 30/05/2009 العمر : 36 الموقع : قنا العمل/الترفيه : مدرس علوم
| موضوع: الصوم المقبول الثلاثاء يونيو 23, 2009 2:41 pm | |
| الصوم الروحي المقبول
ولكن لعل البعض يسأل الرب ، كما حدث في أيام اشعياء النبي ،ويقول : لماذا صمنا ولم تنظر؟ أذللنا أنفسنا ولم تلاحظ ؟ ( أش 85 : 3) ويجيب الرب كما أجاب أولئك وقال لهم : " أمثل هذا يكون صومآ أختارة ؟!" ( أش 58 : 5)
* * * * *
إعلم يا أخي أنه ليس كل صوم مقبولآ أمام الله . فالفريسي الذي كان يصوم يومين في الأسبوع ، لم يخرج من الهيكل مبررآ كما خرج العشار ( لو 18: 12، 14). وكذلك الصوم البعيد عن التوبة ، مثل صوم أولئك الخطاة أمام ارمياء النبي الذين قال عنهم الرب " حين يصومون لا أسمع صراخهم ، وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا أقبلهم " (أر14 :11، 12 ) . وكذلك أيضآ صوم المرائين ، الذين يظهرون للناس صائمين (مت 6: 16-18 ) .
* * * * *
فلا تقل إذن ، صمت ولم أستفد روحيآ !! وإن حدث ذلك ، فربما تكون أصوامك بطريقة غير روحية . أو أنك تصوم وفي نفس الوقت تحيا سفي الخطية !! إذن علينا أن نعرف كيف نصوم ؟ وما المعنى الحقيقي للصوم ؟ وكيف نستفيد منه روحيآ ؟ * * * * *
كثير من الناس يهتمون في الصوم بشكلياتة ، أو أنهم يفهمونة على أنة مجرد الطعام النباتي !! أوأنهم لايهتمون بالجانب الروحي خلال الصوم !! لهؤلاء أقول : إن تعريف الصوم من جهة الجسد هو أنه الامتناع عن الطعام فترة معينة من الوقت ، يعقبها طعام خال من الدسم الحيواني . * * * * *
فهل تمارس هذا الانقطاع عن الطعام والشراب ؟ وهل تصل فيه إلى مرحلة الجوع وتحتملها . هذا هو التدريب الأول ، أعني الجوع .... لقد قيل عن صوم السيد المسيح إنه " جاع أخيرآ " ( مت 4: 2) (لو 4 :2). وقال القديس بولس الرسول عن صومه مع زملائه " في جوع وعطش ، في أصوام مرارآ كثيرة " (2كو 11: 27 ) . وورد عن صوم القديس بطرس الرسول إنه " جاع كثيرآ واشتهى أن يأكل " (أع 10 : 10 ) . فهل تختبر الجوع في صومك ؟ عندما تجوع تشعر بضعفك ، فلا تفتر بقوتك ، بل تلجأ إلى الله لتسندك . وعندما تجوع وتحتمل الجوع ، تكتسب فضيلة الاحتمال وضبط النفس . لذلك لا تأكل كلما جعت أثناء الصوم ، إنما أصبر واحتمل . وخذ بركة الاحساس بالجوع واحتمالة والصبر عليه وأيضآ عندما تجوع تشعر بألم الفقراء الذين ليس لديهم ما يأكلونه ، فتشفق عليهم وتعطيهم ..... هذا من جهة فترة الأنقطاع في الصوم .
* * * * * نصيحة أخرى ، وهي أن تبتعد عما تشتهيه .... تذكر قول دانيال النبي عن صومه " لم آكل شهيآ ، ولم يدخل فمي لحم ولا خمر " ( دا 10 : 3) .... أقول ذلك لأن كثيرين يأكلون مشتهيات كثيرة من الطعام النباتي ويلتذون بها . وبالتالي لا يشعرون حقآ أنهم صائمون ، ولا يستفيدون وقتذاك من صومهم ، وبخاصة إن كانت لهم أم أو زوجة تتفنن في صنع الطعام ( الصيامي ) ، وتجعلة أشهى من الأطعمة الحيوانية . ولذلك أضع أمامك هنا ملاحظتين في صومك : الأولى أنك لا تطلب أصنافآ معينة تلذ لك . والثانية أنه لو وضعت أمامك مثل هذه الأصناف المشتهاة - دون أن تطلب - لا تملأ شهوتك منها . خذ قليلآ واترك الباقي ، واضبط نفسك . أو اخلط أصنافآ بأصناف ، بحيث تفقد حدة حلاوتها ولذة مذاقها .
* * * * *
ليتك تتدرج في الصوم ، حتى تصل ليس فقط إلى الجسد الجائع ، بل إلى الجسد الزاهد .
بحيث يزهد جسدك هذه المتع التي تقدمها الأطعمة . إن عنصر المنع يبدأ أولآ . ولكنك حينما تدرب نفسك عليه وتعتاده ، حينئذ لا تبذل مجهودآ لتمنع نفسك ، لأنك تكون قد زهدت هذا الذي كنت تشتهيه أولآ ، وتمنع نفسك عنه . وهذا الزهد في الأطعمة والمشروبات يتطور معك حتى تزهد في ملاذ أخرى كثيرة ، مثل متع الحواس مثلآ ، وشهوات الجسد المتعددة .... وحينئذ يرتفع مستواك الروحي ..... * * * * *
ويدخل عنصر المنع في مجالات عديدة .
فكما تتدرب على منع فمك من الطعام والشراب ، تتدرج إلى منع لسانك عن الكلام البطال وعن كل كلمة ليست للبنيان . وأيضآ تمنع ذهنك عن الأفكار الباطلة والخاطئة وتمنع قلبك عن كل شعور خاطئ ، وعن كل الشهوات والعواطف غير النقية . وتتدرج هكذا من صوم الفم إلى صوم اللسان ، إلى صوم الفكر ، إلى صوم القلب . * * * * *
ولا يكون لك فقط جسد صائم ، وإنما أيضآ نفس صائمة....
ويصبح الصوم مجرد تعبير عن حالة النقاوة الداخلية التي إليها . ويكون الصوم عبارة عن فترة روحية تحياها ... وبكثرة الممارسة تتعودها ، وتصبح فضائلها بالنسبة إليك هي منهج حياة . أعني أن ما تستفيدة روحيآ أثناء صومك ، لا تفقدة حينما ينتهي الصوم وتفطر ، بل يستمر معك . حقآ إنه قد تغير نوع طعامك ، ولكن لم تتغير الفضائل التي أقتنيتها أثناء الصوم ..... * * * * *
وهنا فرق بين الإفطار والتسيب .
لأن كثيرين يضبطون أنفسهم أُثناء الصوم . فإذا ما انتهى وحل العيد ، يفقدون كل ما قد اقتنوه ، ويظنون أن الإفطار يعني التسيب وعدم ضبط النفس !! لذلك فالإنسان الذي يتخذ الصوم كواسطة روحية ، هو الإنسان الذي يحتفظ في قلبة وفي نفسة وفي إرادتة ، بكل ما قد اقتناه أثناء الصوم ، فتستمر الفائدة معه . إن كان الصوم قد ساعدة على التخلص من عادة رديئة أو من عادة معينة ، لا يعود إلى ذلك مرة أخرى حينما يفطر . * * * * *
المرجع : -
كتاب " الوسائط الروحية " لقداسة الباب شنودة الثالث | |
|
elghost مراقب الشهيده دميانه
الجنس : المشاركات : 1461 تاريخ الميلاد : 10/11/1988 الانتساب : 29/09/2009 العمر : 35 الموقع : منتدي كنوز السماء العمل/الترفيه : 'مدرب رياضي
| موضوع: رد: الصوم المقبول الثلاثاء يناير 26, 2010 9:40 am | |
| شكرا ليك يا جوسا جميل جدا
| |
|