(دقدق) خيال المآته تم تركيبه بثلاثة اغصان قوية . دقدق يقفثابتا فى الارض بمساعدة غصن طويل اخر قصير
و ذراعاه غصن اخر
حينما جاء موسم نثر البذور , قام المزارع بنثر البذور عند قدمى دقدق و صاح محذرا :"تاكد من انك ستخيف هذه الطيور ."
وقفت الطيور تراقب المزارع .
ووقف دقدق يراقب الطيور .
قال طائر اصفر صغير :"مرحبا بك . انا اسمى فصاده . هذه اول مره اراك فيها هنا .
هل جئت ايضا لتاكل البذور معنا ؟"
رد دقدق :" انا خيال المآته .
المفروض ان اخيفكم حتى لا تاكلوا البذور ".
ضحك ابو فصاده ثم طار و حط على كم دقدق و قال :" انت لا تخيفنى . انت لا تخيفنى مطلقا :"
حاول دقدق ان يخيف ابو فصاده.
حاول ان يبدو غاضبا .
حاول ان يرفرف بيديه .
حاول ان يدق الارض بقدميه.
ولكنه لم يتمكن من الحركه .
لم يتمكن دقدق من ان يخيف "غراب" الاسود اللامع او لن يخيف " نورس " البيضاء الكبيرة .
وقف دقدق يراقب الطيور وهى تاكل البذور .
راقبها و هى تاكل القمح الناضج .
حاول دقدق ان يبدو شرسا مفزعا , و لكنه لم يتمكن من ان يخيف احد .
على العكس تماما , اصبحت الطيور تحب دقدق و تحط على ذراعيه و على قبعته .
قالت الطيور : " نحن نحب الاكل فى حقلك يا دقدق , و لكن الجو بدا يميل الى البروده . قريبا , سوف نطير الى مكان اكثر دفئا ".
حكى ابو فصادة لدقدق عن بلاد بعيدة و عجيبة , و عن بذور و فواكه لذيذة , وحشرات سمينه شهية سياكلها هناك .
و حكى الغراب لدقدق عن جبال عالية تصل الى السحاب , و كتل من جليد تطفو على سطح البحر .
ووصف له الشمس و هى تغرب فى البحر , حمراء ذهبية , و حقولا من القمح الناضج .
و تحدثت نورس عن بلاد يرشش الاطفال فيها و هم يلعبون فى البحر.
وتحدثت عن مزارع تجر فيها الخيل عربات من التفاح الناضج .
ووصفت له مدنا كبيرة مزدحمه بمبان عالية , ثم قالت :" يجب عليك ان تاتى معنا يا دقدق ".
رد دقدق بحزن :" و لكنى لن اطير مثلكم ابدا ..."
قال الغراب :" كلام فارغ . انا لم اتمكن من الطيران الى ان تعلمته .
نحن سنساعدك على تعلم الطيران . و الان .... حاول ان ترفرف بذراعيك ."
حاول دقدق , ثم حاول من جديد . و فى مره او مرتين ... كاد ان يقلع من الارض .
قالت نورس :" لن تستطيع ان تجعل خيال المآته يطير . انه ثقيل اكثر من اللازم ."
فرد غراب :" الطائرات تطير , و هى اثقل من خيال المآته ."
فأضافت نورس :" هذا صحيح . و لكن من المؤكد انه لن يطير دون مساعده ."
قال الغراب :" ما ان ينطلق فى الهواء المره الاولى , حتى يتعود على الطيران و يجده سهلا . علينا نحن ان ننطلق به فى الهواء ."
و عندئذ , تشاورت الطيور فيما بينهما و فكرت معا فى خطه .
كثيرا ما تكون الخطة البسيطة هى التى تاتى بافضل نتيجة .
و بعد قليل , كان دقدق يطير .
خرج من الطين و حلق بين الحقل.
ارتفع فوق الشجيرات الصغيرة ثم فوق قمم الاشجار العالية . وبعد فترة , اصبحت الاشجار من تحته و حملته النسمه معها الى اماكن بعيده .... بعيده ....
اتمنى انها تعجبجوا
و توته توته خلصت الحدوته